الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى} قيل: معناه أضحك أهل الجنة، وأبكى أهل النار، وهذا تخصيص لا دليل عليه، وقيل: أبكى السماء بالمطر وأضحك الأرض بالنبات، وهذا مجاز وقيل: خلق في بني آدم الضحك والبكاء والصحيح أنه عبارة عن الفرح والحزن لأن الضحك دليل على السرور والفرح، كما أن البكاء دليل على الحزن. فالمعنى أن الله تعالى أحزن من شاء من عباده، وأسر من أشاء.{أَمَاتَ وَأَحْيَا} يعني الحياة المعروفة والموت المعروف وقيل: أحيا بالإيمان وأمات بالكفر والأول أرجح، لأنه حقيقة.{مِن نُّطْفَةٍ} يعني المني {إِذَا تمنى} من قولك: أمنى الرجل إذا خرج من المنيّ {النشأة الأخرى} يعني الإعادة للحشر {وأقنى} يعني أكسب عباده المال، وهو من قنية المال وهو كسبه وأدخاره وقيل: معنى {أقنى}: أفقر وهذا لا تقتضيه اللغة، وقيل: معناه أرضى وقيل: قنع عبده {الشعرى} نجم في السماء، وتسمى كلب الجبار وهما شعريان وهما: الغميصاء والعبور. وخصها بالذكر دون سائر النجوم لأن بعض العرب كان يعبدها.{عَادًا الأولى} وصفها بالأولى لأنها كانت في قديم الزمان، فهي الأولى بالإضافة إلى الأمم المتأخرة، وقيل: إنما سميت أولى لأن ثم عادًا أخرى متأخرة وهذا لا يصح، وقرأ نافع {عادَ لولى} بإدغام تنوين عاد في لام الأولى بحذف الهمزة، ونقل حركتها إلى اللم وضعّف المزني والمبرد هذه القراءة وهَمَزَ قالون الأولى دون وَرْشَ وقرأ الباقون على الأصل بكسر تنوين عادا وإسكان لام الأولى {وَثَمُودَ فَمَآ أبقى} أي ما أبقى منهم أحدًا، وقيل: ما أبقى عليهم: {والمؤتفكة أهوى فَغَشَّاهَا مَا غشى} هي مدينة قوم لوط، ومعنى أهوى طرحها من علو إلى أسفل، وفي قوله: ما غشى تعظيم للأمر.{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكَ تتمارى} هذا مخاطبة للإنسان على الاطلاق معناه: بأي نعم ربك تشك.{هذا نَذِيرٌ مِّنَ النذر الأولى} يعني القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى من النذر الأولى من نوعها وصفتها.{أَزِفَتِ الآزفة} أي قربت القيامة.{كَاشِفَةٌ} يحتمل لفظه ثلاثة أوجه: أن يكون مصدرًا كالعافية، أي ليس لها كشف وأن يكون بمعنى كاشف والتاء للمبالغة كعلامة، وأن يكون صفة لمحذوف تقديره: نفس كاشفة أو جماعة كاشفة ويحتمل معناه وجهين: أحدهما أن يكون من الكشف بمعنى: الإزالة أي ليس لها من يزيلها إذا وقعت والآخر أن يكون بمعنى الاطلاع؛ أي ليس لها من يعلم وقتها إلا الله.{أَفَمِنْ هذا الحديث تَعْجَبُونَ} الإشارة إلى القرآن وتعجبهم منه إنكاره.{وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} أي لاعبون لاهون، وقيل: غافلون مفرطون.{فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا} هذا موضع سجدة عند الشافعي وغيره، وقد قال ابن مسعود قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد وسجد كل من كان معه. اهـ.
|